قوله : { والذين إِذَا فَعَلُوا فاحشة } هذا مبتدأ ، وخبره { أولئك } وقيل : معطوف على المتقين . والأوّل أولى ، وهؤلاء هم : صنف دون الصنف الأوّل ملحقين بهم ، وهم التوّابون ، وسيأتي ذكر سبب نزولها ، والفاحشة وصف لموصوف محذوف ، أي : فعلة فاحشة ، وهي تطلق على كل معصية . وقد كثر اختصاصها بالزنا . وقوله : { أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ } أي : باقتراف ذنب من الذنوب ، وقيل : «أو » بمعنى الواو . والمراد ما ذكر ، وقيل : الفاحشة الكبيرة ، وظلم النفس الصغيرة ؛ وقيل غير ذلك . قوله : { ذَكَرُوا الله } أي : بألسنتهم ، أو أخطروه في قلوبهم ، أو ذكروا وعده ، ووعيده { فاستغفروا لِذُنُوبِهِمْ } أي : طلبوا المغفرة لها من الله سبحانه ، وتفسيره بالتوبة خلاف معناه لغة ، وفي الاستفهام بقوله : { وَمَن يَغْفِرُ الذنوب إِلاَّ الله } من الإنكار مع ما يتضمنه من الدلالة على أنه المختص بذلك سبحانه دون غيره ، أي : لا يغفر جنس الذنوب أحد إلا الله ، وفيه ترغيب لطلب المغفرة منه سبحانه ، وتنشيط للمذنبين أن يقفوا في مواقف الخضوع ، والتذلل ، وهذه الجملة اعتراضية بين المعطوف ، والمعطوف عليه .
وقوله : { وَلَمْ يُصِرُّوا على مَا فَعَلُوا } عطف على فاستغفروا ، أي : لم يقيموا على قبيح فعلهم . وقد تقدّم تفسير الإصرار . والمراد به هنا : العزم على معاودة الذنب ، وعدم الإقلاع عنه بالتوبة منه . وقوله : { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } جملة حالية ، أي : لم يصروا على فعلهم عالمين بقبحه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.