البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{هَٰذَا بَيَانٞ لِّلنَّاسِ وَهُدٗى وَمَوۡعِظَةٞ لِّلۡمُتَّقِينَ} (138)

{ هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين } قال الحسن وقتادة وابن جريج والربيع : الإشارة إلى القرآن .

وقيل : الإشارة إلى قوله : { قد خلت من قبلكم سنن } قاله : ابن إسحاق ، والطبري ، وجماعة .

أيْ هذا تفسير للناس إنْ قبلوه .

وقال الشعبي : هذا بيان للناس من العمى .

وقال الزمخشري : هذا بيان للناس ، إيضاح لسوء عاقبة ما هم عليه من التكذيب .

يعني : حثهم على النظر في سوء عواقب المكذبين قبلهم ، والاعتبار بما يعاينون من آثار هلاكهم .

{ وهدى وموعظة للمتقين } يعني : أنه مع كونه بياناً وتنبيهاً للمكذبين فهو زيادة وتثبيت وموعظة للذين اتقوا من المؤمنين .

ويجوز أنْ يكون قد خلت جملة معترضة للبعث على الإيمان ، وما يستحق به ما ذكر من أجر العاملين .

ويكون قوله : هذا بيان إشارة إلى ما لخص وبين من أمر المتقين والتائبين والمصرين انتهى كلامه .

وهو حسن .

ولما كان ظاهراً واضحاً قال : بيان للناس .

ولما كانت الموعظة والهدى لا يكونان إلاّ لمَنْ اتقى خص بذلك المتقين ، لأن من عمى فكره وقسا فؤاده لا يهتدي ولا يتعظ ، فلا يناسب أن يضاف إليه الهدى والموعظة .

/خ141