غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{هَٰذَا بَيَانٞ لِّلنَّاسِ وَهُدٗى وَمَوۡعِظَةٞ لِّلۡمُتَّقِينَ} (138)

130

أما البيان والهدى والموعظة فلا بد من الفرق بينها لأن العطف يقتضي المغايرة ، فقيل : البيان كالجنس وهو إزالة الشبهات وتحته نوعان : أحدهما الكلام الذي يهدي المكلف إلى ما ينبغي في الدين وهو الهدى ، وثانيهما الكلام الزاجر عما لا ينبغي في طريق الدين وهو الموعظة . وخص الهدى والموعظة بالمتقين لأنهم هم المنتفعون به . وقيل : البيان عام للناس والهدى والموعظة خاصان بالمتقين ، لأن الهدى اسم للدلالة بشرط كونها موصلة إلى البغية . وأقول : يشبه أن يكون البيان عاماً لجميع المكلفين وبأي طريق كان من طرق الدلالة . والهدى يراد به الكلام البرهاني والجدلي ، والموعظة يراد بها الكلام الإقناعي الخطابي كقوله :{ أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }[ النحل :125 ] وخص المتقون بالذكر لأن البيان في حق غيرهم غير مثمر .

/خ141