فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ حَقّٖ وَيَقۡتُلُونَ ٱلَّذِينَ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡقِسۡطِ مِنَ ٱلنَّاسِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (21)

قوله : { بآيات الله } ظاهره عدم الفرق بين آية وآية { وَيَقْتُلُونَ النبيين بِغَيْرِ حَقّ } يعني : اليهود قتلوا الأنبياء { وَيَقْتُلُونَ الذين يَأْمُرُونَ بالقسط مِنَ الناس } أي : بالعدل ، وهم الذين يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، قال المبرد : كان ناس من بني إسرائيل جاءهم النبيون ، فدعوهم إلى الله ، فقتلوهم ، فقام أناس من بعدهم من المؤمنين ، فأمروهم بالإسلام ، فقتلوهم . ففيهم نزلت الآية . وقوله : { فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } خبر { إِنَّ الذين كفروا } الخ ، ودخلته الفاء لتضمن الموصول معنى الشرط ، وذهب بعض أهل النحو إلى أن الخبر قوله : { أُولَئِكَ الذين حَبِطَتْ أعمالهم } وقالوا إن الفاء لا تدخل في خبر إن ، وإن تضمن اسمها معنى الشرط ؛ لأنه قد نسخ بدخول «إن » عليه ، ومنهم سيبويه ، والأخفش ، وذهب غيرهما إلى أن ما يتضمنه المبتدأ من معنى الشرط لا ينسخ بدخول «إن » عليه ، ومثل المكسورة المفتوحة ، ومنه قوله تعالى : { واعلموا أَنَّمَا غَنِمْتُم من شَيء فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ } [ الأنفال : 41 ] .

/خ25