فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ كِتَٰبِ ٱللَّهِ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ وَهُم مُّعۡرِضُونَ} (23)

قوله : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين أُوتُوا نَصِيبًا منَ الكتاب } فيه تعجيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكل من تصح منه الرؤية من حال هؤلاء ، وهم أحبار اليهود . والكتاب : التوراة ، وتنكير النصيب للتعظيم ، أي : نصيباً عظيماً ، كما يفيده مقام المبالغة ، ومن قال : إن التنكير للتحقير ، لم يصب ، فلم ينتفعوا بذلك ، وذلك بأنهم يدعون إلى كتاب الله الذي أوتوا نصيباً منه ، وهو التوراة : { لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يتولى فَرِيقٌ منْهُمْ } والحال أنهم معرضون عن الإجابة إلى ما دعوا إليه مع علمهم به ، واعترافهم بوجوب الإجابة إليه .

/خ25