قوله : { فَإنْ حَاجُّوكَ } أي : جادلوك بالشبه الباطلة ، والأقوال المحرّفة ، { فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للَّهِ } أي : أخلصت ذاتي لله ، وعبر بالوجه عن سائر الذات لكونه أشرف أعضاء الإنسان ، وأجمعها للحواس ، وقيل : الوجه هنا بمعنى : القصد . وقوله : { وَمَنِ اتبعن } عطف على فاعل أسلمت ، وجاز للفصل . وأثبت نافع ، وأبو عمرو ، ويعقوب الياء في { اتبعن } على الأصل ، وحذفها الآخرون اتباعاً لرسم المصحف ، ويجوز أن تكون «الواو » بمعنى «مع » والمراد بالأميين هنا : مشركو العرب . وقوله : { ءأَسْلَمْتُمْ } استفهام تقريري يتضمن الأمر ، أي : أسلموا ، كذا قاله ابن جرير ، وغيره . وقال الزجاج : { ءأَسْلَمْتُمْ } تهديد ، والمعنى : أنه قد أتاكم من البراهين ما يوجب الإسلام ، فهل علمتم بموجب ذلك أم لا ؟ تبكيتا لهم ، وتصغيراً لشأنهم في الإنصاف ، وقبول الحق . وقوله : { فَقَدِ اهتدوا } أي : ظفروا بالهداية التي هي الحظ الأكبر ، وفازوا بخير الدنيا ، والآخرة { وَإِن تَوَلَّوْا } أي : أعرضوا عن قبول الحجة ، ولم يعملوا بموجبها { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البلاغ } أي : فإنما عليك أن تبلغهم ما أنزل إليك ، ولست عليهم بمسيطر ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ، والبلاغ مصدر .
وقوله : { والله بَصِيرٌ بالعباد } فيه وعد ووعيد لتضمنه أنه عالم بجميع أحوالهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.