فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَقَدۡ حَقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَىٰٓ أَكۡثَرِهِمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (7)

واللام في قوله : { لَقَدْ حَقَّ القول على أَكْثَرِهِمْ } هي : الموطئة للقسم ، أي والله لقد حقّ القول على أكثرهم ، ومعنى { حقّ } ثبت ، ووجب القول : أي العذاب على أكثرهم : أي أكثر أهل مكة ، أو أكثر الكفار على الإطلاق ، أو أكثر كفار العرب ، وهم من مات على الكفر ، وأصرّ عليه طول حياته ، فيتفرّع قوله : { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } على ما قبله بهذا الاعتبار ، أي لأن الله سبحانه قد علم منهم الإصرار على ما هم فيه من الكفر ، والموت عليه ، وقيل : المراد بالقول المذكور هنا هو قوله سبحانه : { فالحق والحق أَقُولُ لأَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ } [ ص : 84 85 ] .

/خ12