فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَرَاغَ عَلَيۡهِمۡ ضَرۡبَۢا بِٱلۡيَمِينِ} (93)

{ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً باليمين } أي فمال عليهم يضربهم ضرباً باليمين ، فانتصابه على أنه مصدر مؤكد لفعل محذوف ، أو هو مصدر لراغ ، لأنه بمعنى : ضرب . قال الواحدي : قال المفسرون : يعني : بيده اليمنى يضربهم بها . وقال السدي : بالقوة والقدرة ؛ لأن اليمين أقوى اليدين . قال الفراء وثعلب : ضرباً بالقوة ، واليمين القوة . وقال الضحاك ، والربيع بن أنس : المراد باليمين : اليمين التي حلفها حين قال : { وتالله لأَكِيدَنَّ أصنامكم } [ الأنبياء : 57 ] وقيل : المراد باليمين هنا : العدل كما في قوله : { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقاويل * لأَخَذْنَا مِنْهُ باليمين } [ الحاقة : 44 ، 45 ] أي بالعدل واليمين كناية عن العدل كما أن الشمال كناية عن الجور ، وأول هذه الأقوال أولاها .

/خ113