لما تمم سبحانه قصة داود أردفها ببيان تفويض أمر خلافة الأرض إليه ، والجملة مقولة لقول مقدر معطوف على غفرنا : أي وقلنا له { يا داوود إِنَّا جَعَلْنَاكَ } استخلفناك على الأرض ، أو { جعلناك خَلِيفَةً } لمن قبلك من الأنبياء لتأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر { فاحكم بَيْنَ الناس بالحق } أي بالعدل الذي هو حكم الله بين عباده { وَلاَ تَتَّبِعِ الهوى } أي هوى النفس في الحكم بين العباد . وفيه تنبيه لداود عليه السلام أن الذي عوتب عليه ليس بعدل ، وأن فيه شائبة من اتباع هوى النفس { فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ الله } بالنصب على أنه جواب للنهي ، وفاعل يضلك هو الهوى ، ويجوز أن يكون الفعل مجزوماً بالعطف على النهي ، وإنما حرك لالتقاء الساكنين ، فعلى الوجه الأول يكون المنهي عنه الجمع بينهما ، وعلى الوجه الثاني يكون النهي عن كلّ واحد منهما على حدة . وسبيل الله : هو طريق الحق ، أو طريق الجنة . وجملة : { إِنَّ الذين يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ الله لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ } تعليل للنهي عن اتباع الهوى ، والوقوع في الضلال ، والباء في : { بِمَا نَسُواْ يَوْمَ الحساب } للسببية ، ومعنى النسيان : الترك ، أي : بسبب تركهم العمل لذلك اليوم . قال الزجاج : أي : بتركهم العمل لذلك اليوم صاروا بمنزلة الناسين ، وإن كانوا ينذرون ويذكرون . وقال عكرمة ، والسدّي : في الآية تقديم وتأخير ، والتقدير : ولهم عذاب يوم الحساب بما نسوا ، أي : تركوا القضاء بالعدل ، والأوّل أولى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.