فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمۡ إِذۡ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرۡضَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطًا} (108)

قوله : { يَسْتَخْفُونَ مِنَ الناس } أي : يستترون منهم كقوله : { ومن هو مستخف بالليل } [ الرعد : 10 ] أي : مستتر . وقيل : معناه : يستخفون من الناس ، ولا يستخفون من الله ، أي : لا يستترون منه أو لا يستحيون منه ، والحال أنه معهم في جميع أحوالهم عالم بما هم فيه ، فكيف يستخفون منه ؟ { إِذْ يُبَيّتُونَ } أي : يديرون الرأي بينهم ، وسماه تبييتاً ، لأن الغالب أن تكون إدارة الرأي بالليل : { مَا لاَ يرضى مِنَ القول } أي : من الرأي الذي أداروه بينهم ، وسماه قولاً ؛ لأنه لا يحصل إلا بعد المقاولة بينهم .

/خ109