فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{هَـٰٓأَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ جَٰدَلۡتُمۡ عَنۡهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فَمَن يُجَٰدِلُ ٱللَّهَ عَنۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا} (109)

قوله : { ها أَنتُمْ هؤلاء } يعني : القوم الذين جادلوا عن صاحبهم السارق ، كما سيأتي ، والجملة مبتدأ وخبر . قال الزجاج : { أُوْلاء } بمعنى الذين و{ جادلتم } بمعنى حاججتم { فِى الحياة الدنيا فَمَن يجادل الله عنهم يوم القيامة } الاستفهام للإنكار والتوبيخ ، أي : فمن يخاصم ويجادل الله عنهم يوم القيامة عند تعذيبهم بذنوبهم ؟ { أَمْ من يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } أي : مجادلاً ومخاصماً ، والوكيل في الأصل : القائم بتدبير الأمور . والمعنى : من ذاك يقوم بأمرهم إذا أخذهم الله بعذابه .

/خ109