{ يا قوم لَكُمُ الملك اليوم ظاهرين في الأرض } ذكرهم ذلك الرجل المؤمن ما هم فيه من الملك ، ليشكروا الله ، ولا يتمادوا في كفرهم ، ومعنى { ظاهرين } الظهور على الناس ، والغلبة لهم ، والاستعلاء عليهم ، والأرض أرض مصر ، وانتصاب { ظاهرين } على الحال { فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ الله إِن جَاءنَا } أي من يمنعنا من عذابه ، ويحول بيننا ، وبينه عند مجيئه ، وفي هذا تحذير منه لهم من نقمة الله بهم ، وإنزال عذابه عليهم ، فلما سمع فرعون ما قاله هذا الرجل من النصح الصحيح جاء بمراوغة يوهم بها قومه أنه لهم من النصيحة ، والرعاية بمكان مكين ، وأنه لا يسلك بهم إلا مسلكاً يكون فيه جلب النفع لهم ، ودفع الضرّ عنهم ، ولهذا قال : { مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أرى } قال ابن زيد : أي ما أشير عليكم إلا بما أرى لنفسي .
وقال الضحاك : ما أعلمكم إلا ما أعلم ، والرؤية هنا هي القلبية لا البصرية ، والمفعول الثاني هو إلا ما أرى { وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرشاد } أي ما أهديكم بهذا الرأي إلا طريق الحقّ . قرأ الجمهور : { الرشاد } بتخفيف الشين ، وقرأ معاذ بن جبل بتشديدها على أنها صيغة مبالغة كضرّاب . وقال النحاس : هي لحن ، ولا وجه لذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.