{ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسان } أي على هذا الجنس باعتبار غالب أفراده { أَعْرَضَ } عن الشكر { وَنَأَى بِجَانِبِهِ } أي ترفع عن الانقياد للحق وتكبر وتجبر ، والجانب هنا مجاز عن النفس ، ويقال : نأيت ، وتناءيت ، أي : بعدت وتباعدت ، والمنتأى : الموضع البعيد . ومنه قول النابغة :
فإنك كالليل الذي هو مدركي *** وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
وقرأ يزيد بن القعقاع : " وناء بجانبه " بالألف قبل الهمزة { وَإِذَا مَسَّهُ الشر } أي البلاء ، والجهد ، والفقر ، والمرض { فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ } أي كثير ، والعرب تستعمل الطول والعرض في الكثرة مجازاً ، يقال : أطال فلان في الكلام ، وأعرض في الدعاء : إذا أكثر ، والمعنى : أنه إذا مسه الشرّ تضرّع إلى الله ، واستغاث به أن يكشف عنه ما نزل به ، واستكثر من ذلك ، فذكره في الشدّة ، ونسيه في الرخاء ، واستغاث به عند نزول النقمة ، وتركه عند حصول النعمة ، وهذا صنيع الكافرين ، ومن كان غير ثابت القدم من المسلمين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.