{ وَلَئِنْ أذقناه رَحْمَةً مّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ } أي ولئن آتيناه خيراً وعافية ، وغنى من بعد شدّة ومرض وفقر { لَيَقُولَنَّ هذا لِي } أي : هذا شيء أستحقه على الله لرضاه بعملي ، فظنّ أن تلك النعمة التي صار فيها ، وصلت إليه باستحقاقه لها ، ولم يعلم أن الله يبتلي عباده بالخير والشرّ ، ليتبين له الشاكر من الجاحد ، والصابر من الجزع .
قال مجاهد : معناهد هذا بعملي وأنا محقوق به { وَمَا أَظُنُّ الساعة قَائِمَةً } أي ما أظنها تقوم كما يخبرنا به الأنبياء ، أو لست على يقين من البعث ، وهذا خاص بالكافرين والمنافقين ، فيكون المراد بالإنسان المذكور في صدر الآية : الجنس باعتبار غالب أفراده ، لأن اليأس من رحمة الله ، والقنوط من خيره ، والشك في البعث لا يكون إلاّ من الكافرين ، أو المتزلزلين في الدين المتظهرين بالإسلام المبطنين للكفر { وَلَئِن رُّجّعْتُ إلى رَبّي } على تقدير صدق ما يخبرنا به الأنبياء : من قيام الساعة ، وحصول البعث ، والنشور { إِنَّ لِي عِندَهُ للحسنى } أي للحالة الحسنى من الكرامة ، فظنّ أنه استحق خير الدنيا بما فيه من الخير ، واستحق خير الآخرة بذلك الذي اعتقده في نفسه ، وأثبته لها ، وهو : اعتقاد باطل ، وظنّ فاسد { فَلَنُنَبّئَنَّ الذين كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ } أي : لنخبرنهم بها يوم القيامة { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } شديد بسبب ذنوبهم ، واللام هذه والتي قبلها هي الموطئة للقسم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.