قوله : { تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ } لما أبطل سبحانه جميع ما تعلقوا به من الشبه الباطلة ، نهاهم عن الغلوّ في دينهم ، وهو المجاوزة للحد كإثبات الإلهية لعيسى ، كما يقوله النصارى ، أو حطه عن مرتبته العلية ، كما يقوله اليهود فإن كل ذلك من الغلوّ المذموم وسلوك طريقة الإفراط أو التفريط ، واختيارهما على طريق الصواب . «وَغَيْرَ » منصوب على أنه نعت لمصدر محذوف ، أي غلوّاً غير غلوّ الحق ، وأما الغلوّ في الحق بإبلاغ كلية الجهد في البحث عنه ، واستخراج حقائقه فليس بمذموم ، وقيل إن النصب على الاستثناء المتصل ؛ وقيل : على المنقطع { وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ } وهم أسلاف أهل الكتاب من طائفتي اليهود والنصارى ، أي قبل البعثة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم { وَأَضَلُّواْ كَثِيراً } من الناس { وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السبيل } أي عن قصدهم طريق محمد صلى الله عليه وسلم بعد البعثة ، والمراد أن أسلافهم ضلوا من قبل البعثة وأضلوا كثيراً من الناس إذ ذاك ، وضلوا من بعد البعثة ، إما بأنفسهم ، أو جعل ضلال من أضلوه ضلالاً لهم ؛ لكونهم سنوا لهم ذلك ونهجوه لهم ؛ وقيل المراد بالأول : كفرهم بما يقتضيه العقل ، وبالثاني : كفرهم بما يقتضيه الشرع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.