قوله : { وَحَسِبُواْ أَن لا تَكُونَ فِتْنَة } أي حسب هؤلاء الذين أخذ الله عليهم الميثاق أن لا يقع من الله عز وجل ابتلاء واختبار بالشدائد اغتراراً بقولهم : { نَحْنُ أَبْنَاء الله وَأَحِبَّاؤُهُ } قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي { تَكُون } بالرفع على أنّ هي المخففة من الثقيلة ، وحسب بمعنى علم ، لأن " أن " معناها التحقيق . وقرأ الباقون بالنصب على أن ناصبة للفعل ، وحسب بمعنى الظن ، قال النحاس : والرفع عند النحويين في حسبت وأخواتها أجود ، ومثله :
ألا زعمت بسباسة اليوم أنني *** كبرت وأن لا يشهد اللهو أمثالي
قوله : { فَعَمُواْ وَصَمُّواْ } أي عموا عن إبصار الهدى ، وصموا عن استماع الحق ، وهذه إشارة إلى ما وقع من بني إسرائيل في الابتداء من مخالفة أحكام التوراة ، وقتل شعيا ، ثم تاب الله عليهم حين تابوا ، فكشف عنهم القحط { ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مّنْهُمْ } وهذا إشارة إلى ما وقع منهم بعد التوبة من قتل يحيى بن زكريا وقصدهم لقتل عيسى ، وارتفاع { كَثِيرٍ } على البدل من الضمير في الفعلين .
قال الأخفش : كما تقول رأيت قومك ثلاثتهم ، وإن شئت كان على إضمار مبتدأ : أي العمى والصمّ كثير منهم ، ويجوز أن يكون كثير مرتفعاً على الفاعلية على لغة من قال : أكلوني البراغيث ، ومنه قول الشاعر :
ولكن ديافيّ أبوه وأمه *** بحوران يعصرن السليط أقاربه
وقرئ : { عموا وصموا } بالبناء للمفعول : أي أعماهم الله وأصمهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.