فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ} (55)

{ فبأي آلاء ربك تتمارى } هذا خطاب للإنسان المكذب أي فبأي نعم ربك الدالة على وحدانيته وقدرته أيها الإنسان المكذب تتشكك وتمتري وقيل : الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم تعريضا لغيره فهو من باب الإلهاب والتهييج والتعريض بالغير ، وعن ابن عباس : أنه للوليد بن المغيرة ، وقيل : لكل من يصلح له ، قال ابن عادل : الصحيح العموم لقوله تعالى : { يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم } وقوله : { وكان الإنسان أكثر شيء جدلا } قلت : ولقوله : { فبأي آلاء ربكما تكذبان } قيل : إسناد فعل التماري إلى الواحد باعتبار تعدده بحسب تعدد متعلقه وهو الآلاء المتماري فيها قلت لا حاجة إلى هذا التكلف لأن التفاعل مجرد عن التعدد في الفاعل والفعل ، للمبالغة في الفعل ، وسمى هذا الأمور المذكورة آلاء أي : نعما مع كون بعضها نقما لا نعما ، لأنها مشتملة على العبر والمواعظ ، ويكون فيها انتقام من العصاة ، وفي ذلك نصرة للأنبياء والصالحين ، وقرئ تتمارى من غير إدغام وبإدغام إحدى التاءين في الأخرى .