تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ} (55)

الآية 55 [ وقوله تعالى ]{[20132]} : { فبأي آلاء ربك تتمارى } فظاهر هذا وظاهر قوله تعالى : { فبأي آلاء ربكما تكذّبان } [ الرحمن : 13 و . . . ] مشكل لأنه ذكر آلاء ، ولو عرف أنها{[20133]} آلاء ربه لكن لا يكذّبه .

لكن يخرّج على وجوه :

[ أحدها ]{[20134]} : على التقديم والتأخير والإضمار ؛ كأنه يقول : فبأي آلاءٍ من آلاء ربكم شاهدتموه ، وعاينتموه ، تتمارَون ؟ وكذلك فبأي آلاء ربكما الذي أقررتم به تكذّبوني .

[ والثاني ]{[20135]} : يقول : فبأي آلائه وإحسانه تتمارى ، فكيف أنكرتم إحسانه بمحمد صلى الله عليه وسلم وكيف صرفتم شكر نعمه إلى غيره .

[ والثالث ]{[20136]} : تكون الآلاء ههنا هي الحُجج ؛ يقول : فبأي حجة من حُجج ربك تُنكر رسالة محمد ، عليه أفضل الصلوات ، أو تتمارى فيها ، أي لا حجة لك في تكذيبك إياه أو إنكارك رسالته .


[20132]:ساقطة من الأصل وم.
[20133]:في الأصل وم: أنه.
[20134]:ساقطة من الأصل وم.
[20135]:في الأصل وم: أو.
[20136]:في الأصل وم: أو.