{ فَبِأَيّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } الخطاب للجنّ والإنس ، لأن لفظ الأنام يعمهما وغيرهما ، ثم خصّص بهذا الخطاب من يعقل . وبهذا قال : الجمهور من المفسرين ، ويدلّ عليه قوله فيما سيأتي : { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثقلان } ويدلّ على هذا ما قدّمنا في فاتحة هذه السورة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها على الجنّ والإنس ، وقيل : الخطاب للإنس ، وثناه على قاعدة العرب في خطاب الواحد بلفظ التثنية ، كما قدّمنا في قوله : { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ } [ ق : 24 ] والآلاء : النعم . قال القرطبي : وهو قول جميع المفسرين ، واحدها : «إلى » مثل «معى » وعصا . وقال ابن زيد : إنها القدرة : أي فبأي قدرة ربكما تكذبان ، وبه قال الكلبي . وكرّر سبحانه هذه الآية في هذه السورة تقريراً للنعمة وتأكيداً للتذكير بها على عادة العرب في الاتساع . قال القتيبي : إن الله عدّد في هذه السورة نعماءه ، وذكر خلقه آلاءه ، ثم أتبع كل خلة وضعها بهذه الآية وجعلها فاصلة بين كل نعمتين لينبّههم على النعم ويقرّرهم بها كما تقول لمن تتابع له إحسانك ، وهو يكفره : ألم تكن فقيراً فأغنيتك ؟ أفتنكر هذا ؟ ألم تكن خاملاً فعززتك ؟ أفتنكر هذا ؟ ألم تكن راجلاً فحملتك ؟ أفتنكر هذا ؟ والتكرير حسن في مثل هذا ، ومنه قول الشاعر :
لا تقتلي رجلاً إن كنت مسلمة *** إياك من دمه إياك إياك
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.