فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱلنَّجۡمُ وَٱلشَّجَرُ يَسۡجُدَانِ} (6)

{ والنجم والشجر يَسْجُدَانِ } النجم : ما لا ساق له من النبات ، والشجر ما له ساق . قال الشاعر :

لقد أنجم القاع الكثير عضاهه *** وتمّ به حيا تميم ووائل

وقال زهير :

مكلل بأصول النجم تنسجه *** ريح الجنوب لضاحي ما به حبك

والمراد بسجودهما : انقيادهما لله تعالى انقياد الساجدين من المكلفين . وقال الفراء : سجودهما : أنهما يستقبلان الشمس إذا طلعت ، ثم يميلان معها حين ينكسر الفيء . وقال الزجاج : سجودهما دوران الظل معهما ، كما في قوله :

{ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ } [ النحل : 48 ] وقال الحسن ومجاهد : المراد بالنجم : نجم السماء ، وسجوده : طلوعه ، ورجّح هذا ابن جرير . وقيل : سجوده : أفوله ، وسجود الشجر : تمكينها من الاجتناء لثمارها . قال النحاس : أصل السجود الاستسلام والانقياد لله ، وهذه الجملة والتي قبلها خبران آخران للرحمن ، وترك الرابط فيهما لظهوره كأنه قيل : الشمس والقمر بحسبانه والنجم والشجر يسجدان له .

/خ25