فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُسۡـَٔلُ عَن ذَنۢبِهِۦٓ إِنسٞ وَلَا جَآنّٞ} (39)

{ فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ } أي يوم تنشقّ السماء لا يسأل أحد من الإنس ولا من الجنّ عن ذنبه ، لأنهم يعرفون بسيماهم عند خروجهم من قبورهم ، والجمع بين هذه الآية وبين مثل قوله :

{ فَوَرَبّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [ الحجر : 92 ] أن ما هنا يكون في موقف والسؤال في موقف آخر من مواقف القيامة ، وقيل : إنهم لا يسألون هنا سؤال استفهام عن ذنوبهم ، لأن الله سبحانه قد أحصى الأعمال وحفظها على العباد ، ولكن يسألون سؤال توبيخ وتقريع ، ومثل هذه الآية قوله : { وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المُجْرِمُون } [ القصص : 78 ] قال أبو العالية : المعنى : لا يسأل غير المجرم عن ذنب المجرم . وقيل : إن عدم السؤال هو عند البعث ، والسؤال هو في موقف الحساب .

/خ45