فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۖ وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (4)

{ هُوَ الذي خَلَقَ السموات والأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } هذا بيان لبعض ملكه للسموات والأرض . وقد تقدّم تفسيره في سورة الأعراف وفي غيرها مستوفى { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ } أي يدخل فيها من مطر وغيره { وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } من نبات وغيره { وَمَا يَنزِلُ مِنَ السماء } من مطر وغيره { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } أي يصعد إليها من الملائكة وأعمال العباد ، وقد تقدّم تفسير هذا في سورة سبأ { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ } أي بقدرته وسلطانه وعلمه ، وهذا تمثيل للإحاطة بما يصدر منهم أينما داروا في الأرض من برّ وبحر { والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } لا يخفى عليه من أعمالكم شيء .