{ يَوْمَ يَقُولُ المنافقون والمنافقات } { يوم } بدل من { يوم } الأوّل ، ويجوز أن يكون العامل فيه : { الفوز العظيم } ، ويجوز أن يكون منصوباً بفعل مقدّر : أي اذكر { لِلَّذِينَ ءامَنُوا } اللام للتبليغ كنظائرها . قرأ الجمهور { انْظُرُونَا } أمراً بوصل الهمزة وضم الظاء من النظر بمعنى الانتظار : أي انتظرونا ، يقولون ذلك لما رأوا المؤمنين يسرع بهم إلى الجنة . وقرأ الأعمش وحمزة ويحيى بن وثاب بقطع الهمزة وكسر الظاء من الإنظار : أي أمهلونا وأخبرونا ، يقال : أنظرته واستنظرته : أي أمهلته واستمهلته . قال الفراء : تقول العرب أنظرني : أي انتظرني ، وأنشد قول عمرو بن كلثوم :
أبا هند فلا تعجل علينا *** وأنظرنا نخبرك اليقينا
وقيل : معنى انظرونا : انظروا إلينا ، لأنهم إذا نظروا إليهم استقبلوهم بوجوههم فيستضيئون بنورهم { نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ } أي نستضيء منه ، والقبس : الشعلة من النار والسراج ، فلما قالوا ذلك { قِيلَ ارجعوا وَرَاءكُمْ } أي قال لهم المؤمنون أو الملائكة زجراً لهم وتهكماً بهم : أي ارجعوا وراءكم إلى الموضع الذي أخذنا منه النور { فالتمسوا نُوراً } أي اطلبوا هنالك نوراً لأنفسكم ، فإنه من هنالك يقتبس ، وقيل : المعنى : ارجعوا إلى الدنيا فالتمسوا النور بما التمسناه به من الإيمان والأعمال الصالحة ، وقيل : أرادوا بالنور ما وراءهم من الظلمة تهكماً بهم : { فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ } السور : هو الحاجز بين الشيئين ، والمراد به هنا الحاجز بين الجنة والنار ، أو بين أهل الجنة وأهل النار .
قال الكسائي : والباء في { بسور } زائدة . ثم وصف سبحانه السور المذكور فقال : { لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ } أي باطن ذلك السور ، وهو الجانب الذي يلي أهل الجنة فيه الرّحمة : وهي الجنة { وظاهره } وهو الجانب الذي يلي أهل النار { مِن قِبَلِهِ العذاب } أي من جهته عذاب جهنم ، وقيل : إن المؤمنين يسبقونهم فيدخلون الجنة ، والمنافقون يحصلون في العذاب وبينهم السور ، وقيل : إن الرّحمة التي في باطنه : نور المؤمنين ، والعذاب الذي في ظاهره : ظلمة المنافقين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.