ثم بين سبحانه تلك التجارة بقوله تعالى : { تؤمنون } أي : تدومون على الإيمان { بالله } أي : الذي له جميع صفات الكمال ، وعلى هذا فلا ينافي ذلك قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا } وقيل : المراد من هذه الآية المنافقون وهم الذين آمنوا في الظاهر ، وقيل : أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى فإنهم آمنوا بالكتب المتقدمة { ورسوله } الذي تصديقه آية الإذعان للعبودية { وتجاهدون } بياناً لصحة إيمانكم على سبيل التجديد والاستمرار { في سبيل الله } أي : الملك الأعظم الذي لا أمر لغيره { بأموالكم وأنفسكم } وقدم الأموال لعزتها في ذلك الزمان ، ولأنها قوام الأنفس فمن بذل ماله كله لم يبخل بنفسه ، لأن المال قوامها . وقال القرطبي : ذكر الأموال أولاً لأنها التي يبدأ بها في الإنفاق ، { ذلكم } أي : الأمر العظيم من الإيمان وتصديقه بالجهاد { خير لكم } أي : من أموالكم وأنفسكم { إن كنتم تعلمون } أي : إن كان يمكن أن يتجدد لكم علم في وقت فأنتم تعلمون أن ذلك خير لكم ، فإذا علمتم أنه خير أقبلتم عليه فكان لكم به أمر عظيم ، وإن كانت قلوبكم قد طمست طمساً لا رجاء لصلاحه فصلوا على أنفسكم صلاة الموت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.