فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المنافقون

هي إحدى عشرة آية وهي مدنية . قال القرطبي : في قول الجميع . وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة المنافقين بالمدينة . وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله . وأخرج سعيد بن منصور والطبراني في الأوسط ، قال السيوطي بسند حسن عن أبي هريرة قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة فيحرّض بها على المؤمنين ، وفي الثانية بسورة المنافقين فيقرّع بها المنافقين » . وأخرج البزار والطبراني عن أبي عنبة الخولاني مرفوعاً نحوه .

قوله : { إِذَا جَاءكَ المنافقون } أي إذا وصلوا إليك وحضروا مجلسك ، وجواب الشرط { قالوا } ، وقيل : محذوف ، و{ قالوا } حال ، والتقدير : جاءوك قائلين كيت وكيت فلا تقبل منهم . وقيل : الجواب { اتخذوا أيمانهم جُنَّةً } .