قوله : { حَقِيقٌ عَلَى أَن لا أَقُولَ عَلَى الله إِلاَّ الحق } قرئ ( حقيق عليّ أن لا أقول ) أي واجب عليّ ، ولازم لي ، أن لا أقول فيما أبلغكم عن الله إلا القول الحق ، وقرئ { حَقِيقٌ عَلَى أَن لا أَقُولَ } بدون ضمير في على ؛ قيل : في توجيهه أن على معنى الباء : أي حقيق بأن لا أقول . ويؤيده قراءة أبيّ والأعمش ، فإنهما قرآ «حقيق بأن لا أقول » . وقيل : إن { حَقِيقٌ } مضمن معنى حريص . وقيل : إنه لما كان لازماً للحق ، كان الحق لازماً له . فقول الحق حقيق عليه ، وهو حقيق على قول الحق . وقيل إنه أغرق في وصف نفسه في ذلك المقام ، حتى جعل نفسه حقيقة على قول الحق ، كأنه وجب على الحق أن يكون موسى هو قائله . وقرأ عبد الله بن مسعود «حقيق أن لا أقول » بإسقاط على ، ومعناها واضح . ثم قال بعد هذا { قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيّنَةٍ مّن رَّبّكُمْ } أي بما يتبين به صدقي ، وأني رسول من رب العالمين . وقد طوى هنا ذكر ما دار بينهما من المحاورة ، كما في موضع آخر أنه قال فرعون { فَمَن رَّبُّكُمَا يا موسى } ثم قال بعد جواب موسى { وَمَا رَبُّ العالمين }الآيات الحاكية لما دار بينهما .
قوله : { فَأَرْسِلْ مَعِي بَنِى إسرائيل } أمره بأن يدع بني إسرائيل يذهبون معه ، ويرجعون إلى أوطانهم ، وهي الأرض المقدّسة . وقد كانوا باقين لديه مستعبدين ممنوعين من الرجوع إلى وطنهم ، والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.