فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱلنَّـٰشِطَٰتِ نَشۡطٗا} (2)

1

ومعنى { الناشطات } أنها تنشط النفوس : أي تخرجها من الأجساد كما ينشط العقال من يد البعير ، إذا حلّ عنه ، ونشط الرجل الدلو من البئر : إذا أخرجها ، والنشاط : الجذب بسرعة ، ومنه الأنشوطة للعقدة التي يسهل حلها . قال أبو زيد : نشطت الحبل أنشطه نشطاً عقدته ، وأنشطته : أي حللته ، وأنشطت الحبل : أي مددته . قال الفراء : أنشط العقال : أي حلّ ونشط : أي ربط الحبل في يديه . قال الأصمعي : بئر أنشاط : أي قريبة القعر يخرج الدلو منها بجذبة واحدة ، وبئر نشوط ، وهي التي لا يخرج منها الدلو حتى ينشط كثيراً . وقال مجاهد : هو الموت ينشط نفس الإنسان . وقال السديّ : هي النفوس حين تنشط من القدمين . وقال عكرمة وعطاء : هي الأوهاق التي تنشط السهام ، وقال قتادة والحسن والأخفش : هي النجوم تنشط من أفق إلى أفق : أي تذهب . قال في الصحاح : والناشطات نشطاً : يعني النجوم من برج إلى برج كالثور الناشط من بلد إلى بلد ، والهموم تنشط بصاحبها . وقال أبو عبيدة وقتادة : هي الوحوش حين تنشط من بلد إلى بلد . وقيل : الناشطات لأرواح المؤمنين ، والنازعات لأرواح الكافرين ، لأنها تجذب روح المؤمن برفق وتجذب روح الكافر بعنف ، وقوله : { نَشْطاً } مصدر ، وكذا سبحاً وسبقاً .

/خ26