فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَوۡمَئِذٖ يَصۡدُرُ ٱلنَّاسُ أَشۡتَاتٗا لِّيُرَوۡاْ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (6)

{ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ الناس أَشْتَاتاً } الظرف إما بدل من { يومئذ } الذي قبله ، وإما منصوب بمقدّر هو اذكر ، وإما منصوب بما بعده ، والمعنى : يوم إذ يقع ما ذكر يصدر الناس من قبورهم إلى موقف الحساب أشتاتاً : أي متفرّقين ، والصدر : الرجوع وهو ضدّ الورود . وقيل : يصدرون من موضع الحساب إلى الجنة أو النار ، وانتصاب { أشتاتاً } على الحال والمعنى : أن بعضهم آمن وبعضهم خائف ، وبعضهم بلون أهل الجنة وهو البياض ، وبعضهم بلون أهل النار وهو السواد ، وبعضهم ينصرف إلى جهة اليمين ، وبعضهم إلى جهة الشمال ، مع تفرّقهم في الأديان واختلافهم في الأعمال . { لّيُرَوْاْ أعمالهم } متعلق ب { يصدر } ، وقيل : فيه تقديم وتأخير : أي تحدّث أخبارها بأن ربك أوحى لها ليروا أعمالهم { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ الناس أَشْتَاتاً } . قرأ الجمهور : { لِيُرَوْاْ } مبنياً للمفعول . وهو من رؤية البصر : أي ليريهم الله أعمالهم . وقرأ الحسن والأعرج وقتادة وحماد بن سلمة ونصر بن عاصم وطلحة بن مصرف على البناء للفاعل ، ورويت هذه القراءة عن نافع ، والمعنى : ليروا جزاء أعمالهم .

/خ7