تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ} (39)

33

المفردات :

قدرناه منازل : قدرنا له منازل ، مجموعها 27 منزلا ، والمنازل جمع منزل ، وهي المسافة التي يقطعها القمر في يوم وليلة .

العرجون القديم : أصل شمراخ النخل القديم ، وهو اليابس الذي دق وانحنى واصفر ، وهو ( القحف ) من الجريد .

التفسير :

39 { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } .

قدرنا نور القمر منازل ، فله في كل ليلة منزلة ، يطلع في أول ليلة من الشهر ضئيلا قليل النور ، ثم يزداد نورا في الليلة الثانية ، ويرتفع منزلة ، ثم كلما ارتفع ازداد ضياء ، وإن كان مقتبسا من الشمس ، حتى يتكامل نوره في الليلة الرابعة عشرة ، ثم يشرع في النقص إلى آخر الشهر حتى يصير : { كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } . وهو أصل العنقود من الرطب ، إذا قدم فدق وانحنى واصفرّ .

قال ابن عباس : وهو أصل العذق ، أي : أصل العنقود من الرطب ، إذا عتق ويبس وانحنى .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ} (39)

{ والقمر قدرناه منازل } قرئ بالرفع على الابتداء أو عطف على الليل ، وبالنصب على إضمار فعل ، ولا بد في قدرناه من حذف تقديره قدرنا سيره منازل ، ومنازل القمر ثمانية وعشرون ينزل القمر كل ليلة واحدة منها من أول الشهر ثم يستتر في آخر الشهر ليلة أو ليلتين ، وقال الزمخشري وهذه المنازل هي مواضع النجوم : وهي السرطان ، البطين ، الثريا ، الدبران ، الهقعة الهنعة ، الذراع ، النثرة ، الطرف ، الجبهة ، الزبرة ، الصرفة ، العوى ، السماك ، الغفر ، الزباني ، الإكليل ، القلب ، الشولة ، النعائم ، البلدة ، سعد بلع ، سعد الذابح ، سعد السعود ، سعد الأخبية ، فرغ الدلو المقدم ، فرغ الدلو المؤخر ، بطن الحوت .

{ حتى عاد كالعرجون القديم } العرجون هو غصن النخلة شبه القمر به إذا انتهى في نقصانه والتشبيه في ثلاثة أوصاف : وهي الرقة ، والانحناء ، والصفرة ، ووصفه بالقديم لأنه حينئذ تكون له هذه الأوصاف .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ} (39)

ولما ذكر آية النهار ، أتبعها آية الليل فقال : { والقمر } ومعناه في قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وروح عن يعقوب بالرفع : يجري لمستقر له ، ونصبه الباقون دلالة على عظمة هذا الجري لسرعته بقطعه في شهر ما تقطعه الشمس في سنة ، ولذلك ضعف الفعل المفسر للناصب وأعمله في ضمير القمر ليكون مذكوراً مرتين فيدل على شدة العناية تنبيهاً على تعظيم الفعل فيه ، وأعاد مظهر العظمة فقال مستانفاً في قراءة الرفع : { قدرناه } أي قسناه قياساً عظيماً أي قسنا لسيره { منازل } ثمانية وعشرين ، ثم يستسر ليلتين : عند التمام وليلة للنقصان لا يقدر يوماً أن يتعداه ، قال الأستاذ أبو القاسم القشيري : يبعد عن الشمس ولا يزال يتباعد حتى يعود بدراً ، ثم يدنو فكلما ازداد من الشمس دنواً ازداد في نفسه نقصاناً إلى أن يتلاشى . { حتى عاد } أي بعد أن كان بدراً عظيماً { كالعرجون } من النخل وهو عود العذق ما بين شماريخه إلى منتهاه وهو منبته من النخلة دقيقاً منحنياً ، وهو فعلول ذكره أهل اللغة في النون وقالوا : عرجن الثوب : صور فيه صور العراجين ، وقال المفسرون : إنه من عرج ، أي أعوج . ولما كانت حمرته آخذة إلى صفرة قال : { القديم * } أي المحول ، فإن العرجون إذا طال مكثه صار كذلك ، فدق وانحنى واصفر .