معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ} (39)

وقوله : { وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ 39 }

الرفع فيه أعجب إلىّ من النصب ، لأنه قال { وآيةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ } ثم جعل الشمس والقمر مُتبَعين لليل وهما في مذهبه آيات مثله . ومَن نصبَ أراد : وقدَّرنا القمر منازل ، كما فعلنا بالشمس . فردّه على الهاء من الشمس في المعْنى ، لا أنه أوقع عليه ما أوقع على الشمس . ومثله في الكلام : عبد الله يقوم وجَاريتَه يضربها ، فالجارية مردودة على الفعل لا على الاسم ، لذلكَ نصبناها ؛ لأنَّ الواو التي فيها للفعْل المتأخّر .

وقوله : { كَالعُرجُونِ } والعُرْجون ما بين الشماريخ إلى النابت في النخلة . والقديم في هذا الموضع : الذي قد أتى عليه حول .