ولما ذكر آية النهار أتبعها آية الليل بقوله تعالى : { والقمر قدرناه } أي : من حيث سيره { منازل } ثمانية وعشرين منزلاً في ثمانية وعشرين ليلة من كل شهر ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوماً وليلة إن كان الشهر تسعة وعشرين يوماً ، وقد ذكرنا أسامي المنازل في سورة يونس عليه السلام ، فإذا صار القمر في آخر منازله دق فذلك قوله تعالى { حتى عاد } أي : بعد أن كان بدراً عظيماً { كالعرجون } من النخل وهو عود العذق ما بين شماريخه إلى منتهاه وهو منبته من النخلة رقيقاً منحنياً ثم وصفه بقوله تعالى : { القديم } فإنه إذا عتق يبس وتقوس واصفر فيشبه القمر في رقته وصفرته في رأي العين في آخر المنازل ، قال القشيري : إن القمر يبعد عن الشمس ولا يزال يتباعد حتى يعود بدراً ثم يدنو ، فكلما ازداد من الشمس دنواً ازداد في نفسه نقصاناً إلى أن يتلاشى ، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والقمر برفع الراء ، والباقون بالنصب والرفع على الابتداء والنصب بإضمار فعل على الاشتغال ، والوجهان مستويان لتقدم جملة ذات وجهين وهي قوله تعالى : { والشمس تجري } فإن راعيت صدرها رفعت لتعطف جملة اسمية على مثلها وإن راعيت عجزها نصبت لتعطف فعلية على مثلها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.