تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَٰتٖ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِيضٞ وَحُمۡرٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٞ} (27)

{ ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانه ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود( 27 ) ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور( 28 ) إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور( 29 ) ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور( 30 ) }

المفردات :

ألوانها : من أحمر إلى أصفر إلى أخضر إلى نحو ذلك .

الغرابيب : واحدها غربيب ، وهو شديد السواد ، يقال : أسود غربيب وأبيض يقق وأصفر فاقع وأحمر قان وفي الحديث " إن الله يبغض الشيخ الغربيب " يعني الذي يخصب بالسواد وقال امرؤ القيس في وصف فرسه .

العين طامحة واليد سابحة *** والرجل لافحة والوجه غربيب

27

التفسير :

{ ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها . . . }

قال أبو حيان آيات لتقرير وحدانية الله تعالى بأدلة سماوية وأرضية أه .

و المعنى :

ألم تتأمل أيها المشاهد كيف أنزل الله المطر فأنبت به من الأرض ألوانا متعددة وثمرات مختلفة الألوان متعددة الأصناف من أصفر وأحمر وأخضر وأبيض وأسود ونحو ذلك .

قال تعالى في سورة الرعد : وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون . ( الرعد : 4 ) .

{ ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود } وخلقنا الجبال كذلك مختلفة الألوان من بيض إلى حمر إلى سود غرابيب وفي بعضها طرائق مختلفة الألوان أيضا .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَٰتٖ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِيضٞ وَحُمۡرٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٞ} (27)

{ ألم تر أن الله أنزل } خطاب لكل من يصلح له بتقرير دليل من أدلة القدرة الباهرة ، والصنعة البديعة يوجب الإيمان بالله ، ويدفع في صدور المكذبين ؛ بعد أن ذكر أخذه تعالى لهم عقوبة على التكذيب والجحود . وهو اختلاف ألوان الثمرات والجبال ، والناس والدواب والأنعام اختلافا بينا .

{ ومن الجبال جدد . . } أي ذوو طرائق وخطوط تخالف لون الجبل : بيض وحمر وسود . جمع جدة ، وهي الطريقة في السماء والجبل . وأصلها الخطة التي في ظهر الحمار تخالف لونه . { مختلف ألوانها } أي أصنافها بالشدة والضعف . { وغرابيب سود } جمع غريب ، وهو الذي أبعد في السواد وأغرب فيه . و " سود " بدل من " غرابيب " ، وهي معطوفة على " بيض " . وقيل : معطوفة على " جدد " . أي ومن الجبال مخطط ذو جدد ، ومنها ما هو على لون واحد وهو السواد الشديد . والمراد : أنها مختلفة الألوان كثيرا .