غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَٰتٖ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِيضٞ وَحُمۡرٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٞ} (27)

27

/خ27

التفسير :

لما بين دلائل الوحدانية بطريق الإخبار ذكر دليلاً آخر بطريق الاستخبار لأن الشيء إذا كان خفياً ولا يراه من بحضرتك كان معذوراً ، أما إذا كان بارزاً مكشوفاً فإنك تقول : أما تراه . والمخاطب إما كل أحد أو النبي صلى الله عليه وسلم لأن السيد إذا نصح بعض العباد ولم ينفعهم الإرشاد قال لغيره . اسمع ولا تكن مثل هذا ويكرر معه ما ذكره مع الأول . والالتفات في { فأخرجنا } لأن نزول الماء يمكن أن يقال : إنه بالطبع ولكن الإخراج لا يمكن إلا بإرادة الله . وأيضاً الإخراج أتم نعمة من الإنزال لأن إنزال المطر لفائدة الإخراج . واختلاف ألوان الثمرات اختلاف " أصنافها أو هيئاتها ، والجدد الخطط ، والطرائق " فعلة " بمعنى " مفعول " والجد القطع . قال جار الله : لا بدّ من تقدير مضاف أي ومن الجبال ذو جدد بيض وحمر مختلف ألوانها في البياض والحمرة ، لأن الأبيض قد يكون على لون الجص وقد يكون أدنى من ذلك ، وكذلك الحمرة . والغرابيب تأكيد للسود إلا أنه أضمر المؤكد أوّلاً ثم أظهر ثانياً على طريقة قوله :

*** والمؤمن العائذات الطير ***

وإنما لم يتصوّر اختلاف الألوان ههنا لأن السواد إذا كان في الغاية لم يكن بعدها لون . يقال : أسود غربيب للذي أبعد في السواد وأغرب فيه ومنه الغراب . ويمكن أن يقال : إن المختلف صفة الحمر فقط .

/خ1