الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَٰتٖ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِيضٞ وَحُمۡرٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٞ} (27)

ثم قال تعالى : { ألم تر أن الله أنزل من السماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها } أي : منها الأحمر والأسود والأصفر .

ثم قال : { ومن الجبال جدد بيض } أي : طرائق وهي الجدد جمع جدة وهي الطريقة في الجبل{[56181]} .

قال الأخفش : ليس جدد يجمع على جديد لأنه يلزم أن تقول فيه جدد بالضم ، قال : والجدد جمع جدة{[56182]} .

والجدد الخطوط تكون في الجبال بيض وسود وحمر{[56183]} . فلذلك قال : { مختلفا ألوانها } أي : ألوان الجدد .

ثم قال/ : { وغرابيب سود } أي : وسود غرابيب ، فهو مؤخر يراد به التقدم .

والعرب تقول : هو أسود غربيب إذا وصفوه بشدة السواد{[56184]} .


[56181]:انظر: اللسان مادة "جدد" 3/108
[56182]:انظر: معاني الأخفش 2/665، وإعراب النحاس 3/370 والجامع للقرطبي 14/342
[56183]:هو قول الفراء في معانيه 2/369 واللسان مادة "جدد" 3/108
[56184]:انظر: مفردات الراغب 309 ومادة "غرب" في الصحاح 1/192، واللسان 1/646، والقاموس المحيط 1/110