تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ} (16)

16

المفردات :

الوسوسة : الصوت الخفي ، ومنه وسواس الحلي ، والمراد بها هنا : حديث النفس ، وما يخطر بالبال من شتى الشئون .

حبل الوريد : عرق كبير في العنق ، وللإنسان وريدان مكتنفان بصفحتي العنق .

التفسير :

16- { ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } .

تالله لقد خلقنا جنس الإنسان ، أي كل إنسان في هذا الوجود ، من آدم إلى قيام الساعة ، وعلمنا ممتد إلى خارجه وداخله ، فنحن نعلم العلانية ، ونعلم وسوسة النفس وحديثها ، وصوتها الخفي الذي لا يسمعه أحد ، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ، وهو وتين العنق إذا انقطع مات الإنسان ، أي لا تخفى علينا خافية من أمره ، ونحن أقرب إليه من دمه الذي يجري في عروقه .

وتصور الآية سعة اطلاع علم الله على ما في داخل الإنسان ، وعظيم قربه واطلاعه ، ففي جناب الله رهبة وخوف وعظمة ، وقرب مشاهدة وعظيم إحاطة ، وفيه في نفس الوقت محبة ومودة وحنان وعطف ، ومن رحمة الله وفضله أنه لا يعاقب الإنسان على حديث نفسه حتى يتكلم به أو يعمل به .

أخرج أصحاب الكتب الستة ( البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ، ما لم تتكلم به أو تعمل به )9 .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ} (16)

الوسوسة : حديث النفس ، وما يخطر بالبال .

حبل الوريد : عِرق كبير في العنق .

ثم ذكر الله تعالى دليلاً آخر على إمكانه وقدرته ، وهو علمُه بما في صدور الناس جميعا :

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ }

فلا يخفى علينا شيءٌ من أمرِ البشر .

ثم بين أكثر من ذلك بقوله : { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوريد }

ونحن لعلمِنا بأحواله كلها أقربُ إليه من عِرق الوريد ، الذي هو في جسده ذاته .

أخرج ابنُ مردويه عن أبي سعيد الخدريّ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «نزل اللهُ في ابن آدم أربع منازل : هو أقربُ إليه من حبل الوريد ، وهو يحُول بين المرء وقلبه ، وهو آخذ بناصيةِ كل دابة ، وهو معهم أينما كانوا » .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ} (16)

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ( 16 ) }

ولقد خلقنا الإنسان ، ونعلم ما تُحَدِّث به نفسه ، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ( وهو عِرْق في العنق متصل بالقلب ) .