تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{۞أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۡ وَجَعَلَ لَهُمۡ أَجَلٗا لَّا رَيۡبَ فِيهِ فَأَبَى ٱلظَّـٰلِمُونَ إِلَّا كُفُورٗا} (99)

90

المفردات :

لا ريب فيه : أي : لا شك فيه ، يقال : رابني هذا الأمر يريبني ريبا ، وأرابني ، أي : حدث لي منه شك . والريبة : الشك ، جمعه : الريب .

كفورا : أي : جحودا للحق .

التفسير :

99- { أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم . . . }

أي : ألم يعلموا ويتدبروا أن الذي خلق السماوات والأرض ابتداعا على غير مثال سابق ، وأقامهما بقدرته- قادر على أن يخلق أمثالهم من الخلق مرة أخرى ، وكيف لا يقدر على إعادتهم والإعادة أهون من الابتداء .

{ وجعل لهم أجلا لا ريب فيه } . أي : وجعل لإعادتهم وقيامهم من قبورهم أجلا مضروبا ومدة مقدرة لا بد من انقضائها ، لا يعلمها إلا هو كما قال سبحانه : { وما نؤخره إلا لأجل معدود } ( هود : 104 ) .

وخلاصة ذلك : قد علموا بدليل العقل أن من قدر على خلق السماوات والأرض فهو قادر على خلق أمثالهم من الإنس ، وإعادتهم إلى الحياة بالبعث ، وقد جعل لميقات إعادتهم أجلا وهو يوم القيامة الذي لا شك فيه فلا وجه لإنكاره .

{ فأبى الظالمون إلا كفورا } .

أي : بعد قيام الحجة عليهم ووضوح الدليل أمامهم ، أبوا إلا جحودا وتماديا في باطلهم وضلالهم ، فكان جزاءهم عادلا بعد منطق الدلالات ومنطق المشاهدات ووضوح الآيات .