جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۡ وَجَعَلَ لَهُمۡ أَجَلٗا لَّا رَيۡبَ فِيهِ فَأَبَى ٱلظَّـٰلِمُونَ إِلَّا كُفُورٗا} (99)

{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ } : ألم يعلموا ، { أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ } فإن خلقهم ليس بأشد من خلق السماوات والأرض ، { وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً } ، أي : القيامة عطف على أو لم يروا ، { لاَّ رَيْبَ فِيهِ } أو معناه أو لم يعلموا أن من قدر على خلق هذه الأجسام قادر على أن يخلقهم مثل ما كانوا أي : يعيدهم ويجعل لإعادتهم أجلا مضوربا ومدة مقدرة لابد من انقضائها{[2911]} { فَأَبَى الظَّالِمُونَ } بعد قيام الحجة ، { إَلاَّ كُفُورًا } جحودا{[2912]} بذلك الأجل أو بذلك الخلق .


[2911]:فعلى هذا المراد من الخلق إعادتهم وقوله: "وجعل" عطف على يخلق وليس فيه مانع / 12 وجيز.
[2912]:ومن كفورهم أنهم علموا كمال قدرته ـ وأد أولادهم خشية إملاق، ولما قالوا: (لن نؤمن لك حتى تفجر لنا) فطلبوا الأنهار لتكثر أقواتهم وتتسع معايشهم بين الله سبحانه وتعالى أنهم لا يقنعون بل يبقون على بخلهم وشحهم فقال: "قل لو أنتم" الآية / 12 وجيز.