جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{۞أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۡ وَجَعَلَ لَهُمۡ أَجَلٗا لَّا رَيۡبَ فِيهِ فَأَبَى ٱلظَّـٰلِمُونَ إِلَّا كُفُورٗا} (99)

القول في تأويل قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنّ اللّهَ الّذِي خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ قَادِرٌ عَلَىَ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَىَ الظّالِمُونَ إَلاّ كُفُوراً } .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : أو لم ينظر هؤلاء القائلون من المشركين أئِذَا كُنّا عِظاما وَرُفاتا أئِنّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقا جَدِيدا بعيون قلوبهم ، فيعلمون أن الله الذي خلق السموات والأرض ، فابتدعها من غير شيء ، وأقامها بقُدرته ، قادر بتلك القُدرة على أن يخلق مثلهم أشكالهم ، وأمثالهم من الخلق بعد فنائهم ، وقبل ذلك ، وأن من قدر على ذلك فلا يمتنع عليه إعادتهم خلقا جديدا ، بعد أن يصيروا عظاما ورُفاتا . وقوله وَجَعَلَ لَهُمْ أجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ يقول تعالى ذكره : وجعل الله لهؤلاء المشركين أجلاً لهلاكهم ، ووقتا لعذابهم لا ريب فيه . يقول : لا شك فيه أنه آتيهم ذلك الأجل . فَأَبَى الظّالِمُونَ إلاّ كُفُورا يقول : فأبى الكافرون إلا جحودا بحقيقة وعيده الذي أوعدهم وتكذيبا به .