تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۡ وَجَعَلَ لَهُمۡ أَجَلٗا لَّا رَيۡبَ فِيهِ فَأَبَى ٱلظَّـٰلِمُونَ إِلَّا كُفُورٗا} (99)

{ أولم يروا } ، يقول : أو لم يعلموا ، { أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم } ، يعنى مثل خلقهم في الآخرة ، يقول : لأنهم مقرون بأن الله خلقهم ، { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله } [ لقمان :25 ] ، ولا يقدرون أن يقولوا غير ذلك ، وهم مع ذلك يعبدون غير الله عز وجل كما خلقهم في الدنيا .

فخلق السماوات والأرض أعظم وأكبر من خلق الإنسان ؛ لأنهم مقرون بأن الله خلقهم وخلق السماوات والأرض ، { وجعل لهم أجلا } مسمى يبعثون فيه ، { لا ريب فيه } ، يعنى لا شك فيه في البعث أنه كائن ، { فأبى الظالمون إلا كفورا } ، آية ، يعنى إلا كفرا بالبعث ، يعنى مشركي مكة .