المثقال : أصله المقدار الذي له ثقل مهما قل ، ثم أطلق على المعيار المخصوص للذهب وغيره .
الذرة : أصغر ما يدرك من الأجسام ومن ثم قالوا : إنها النملة ، أو رأسها ، أو الخردلة ، أو الهباء( ما يظهر في نور الشمس الداخل من الكوة ) .
ولذلك روى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه أدخل يده في التراب ثم نفخ فيه فقال : كل واحدة من هؤلاء ذرة !
الظلم : النقص كما قال تعالى : كلتا الجنتين ءاتت أكلها ولم تظلم منه شيئا . ومن لدنه : من عنده .
40-ِ إ نَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ . أي : إنه تعالى لا ينقص أحدا من أجر عمله والجزاء عليه شيئا ما وإن صغر كذرة الهباء ؛ بل يوفيه أجره ، كما لا يعاقبه بغير استحقاق للعقوبة ، إذ إن الثواب والعقاب تابعان لتأثير الأعمال في النفس بتزكيتها أو تدسيتها ؛ فالعمل يرفعها إلى أعلى عليين أو يهبط بها إلى أسفل سافلين ، ولذلك درجات ومثاقيل مقدرة في نفسها لا يحيط بدقائقها إلا من أحاط بكل شيء علما .
والخلاصة : إن الظلم لا يقع من الله تعالى ؛ لأنه من النقص الذي يتنزه عنه وهو ذو الكمال المطلق والفضل العظيم ، وقد خلق للناس مشاعر يدركون بها ما لا يدركه الحس ، وشرع لهم من أحكام الدين وآدابه ما لا تستقبل عقولهم بالوصول إلى مثله في هدايتهم وحفظ مصالحهم ، وهي تسوق إلى الخير وتصرف عن الشر وأيدها بالوعد والوعيد ، فمن وقع بعد ذلك فيما يضره ويؤذيه كان هو الظالم لنفسه ؛ لأن الله لا يظلم أحدا .
وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا . أي : إنه تعالى مع كونه لا ينقص أحدا من أجر عمله مثقال ذرة يزيد للمحسن في حسناته ، فالسيئات جزاؤها بقدرها ، والحسنات يضاعف الله جزاءها عشرة أضعاف أو أضعافا كثيرة كما قال في آية أخرى : مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ . ( الأنعام : 160 ) . وقال : مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً . ( البقرة : 245 ) .
وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا . أي : إنه تعالى لواسع فضله لا يكتفي بجزاء المحسنين على إحسانهم فحسب ، بل يزيدهم من فضله ويعطيهم من لدنه عطاء كبيرا ، وسمى هذا العطاء أجرا ولا مقابل له من الأعمال ؛ لأنه لما كان تابعا للأجر على العمل سمى باسمه لمجاورته له . وفي ذلك إيماء إلى أنه لا يكون لغير المحسنين ، إذ هو علاوة على أجور أعمالهم ، فلا مطمع للمسيئين فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.