بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (40)

قوله تعالى : { إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } يعني لا ينقص من ثواب أعمالهم وزن الذرة . قال الكلبي : وهي النملة الحميراء الصغيرة . ويقال : هو الذي يظهر في شعاع الشمس ، ويقال : { لا يظلم مثقال ذرة } يعني لا يزيد عقوبة الكافر مثقال ذرة ، ولا ينقص من ثواب المؤمنين مثقال ذرة .

ثم قال تعالى : { وَإِن تَكُ حَسَنَةً يضاعفها } قرأ نافع وابن كثير : { وإن تك حسنة } بضم الهاء لأنه اسم تك بمنزلة اسم كان . قرأ الباقون : { حسنة } بالنصب ، وجعلوه خبر تك والاسم فيه مضمر معناه : وإن تكن الفعل حسنة يضاعفها ، يعني : إذا زاد على حسناته مثقال ذرة من حسنة يضاعفها الله تعالى حتى يجعلها مثل أحد ويوجب له الجنة ، فذلك قوله تعالى : { وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً } يعني الجنة . وروى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : خمس آيات في سورة النساء أحب إلي من الدنيا وما فيها : قوله تعالى : { إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سيئاتكم وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً } [ سورة النساء : 31 ] الآية . وقوله : { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ الله وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظلموا أَنفُسَهُمْ جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لَهُمُ الرسول لَوَجَدُواْ الله تَوَّاباً رَّحِيماً } [ سورة النساء : 64 ] الآية . وقوله : { إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } الآية . وقوله : { إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يشاء وَمَن يُشْرِكْ بالله فَقَدِ افترى إِثْماً عَظِيماً } [ سورة النساء : 48 ] الآية . وقوله : و { لَّيْسَ بأمانيكم ولا أماني أَهْلِ الكتاب مَن يَعْمَلْ سوءا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ الله وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } [ سورة النساء : 123 ] الآية .