قوله : { إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } المثقال مفعال من الثقل ، كالمقدار من القدر ، وهو منتصب على أنه نعت لمفعول محذوف ، أي : لا يظلم شيئاً مثقال ذرة .
والذرّة واحدة الذرّ ، وهي : النمل الصغار . وقيل : رأس النملة . وقيل : الذرّة الخردلة . وقيل : كل جزء من أجزاء الهباء الذي يظهر فيما يدخل من الشمس من كوة أو غيرها ذرة . والأوّل هو المعنى اللغوي الذي يجب حمل القرآن عليه . والمراد من الكلام : أن الله لا يظلم كثيراً ، ولا قليلاً ، أي : لا يبخسهم من ثواب أعمالهم ، ولا يزيد في عقاب ذنوبهم وزن ذرّة فضلاً عما فوقها . قوله : { وَإِن تَكُ حَسَنَةً يضاعفها } قرأ أهل الحجاز : «حسنة » بالرفع . وقرأ من عداهم بالنصب ، والمعنى على القراءة الأولى : إن توجد حسنة ، على أنّ كان هي التامة لا الناقصة ، وعلى القراءة الثانية : إن تك فعلته حسنة يضاعفها ، وقيل : إن التقدير : إن تك مثقال الذرّة حسنة ، وأنث ضمير المثقال لكونه مضافاً إلى المؤنث ، والأوّل أولى . وقرأ الحسن : " نضاعفها " بالنون ، وقرأ الباقون بالياء ، وهي الأرجح لقوله : { وَيُؤْتِ مِن لدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً } وقد تقدّم الكلام في المضاعفة ، والمراد : مضاعفة ثواب الحسنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.