التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (40)

قوله تعالى : قوله تعالى ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها )

قال الشيخ الشنقيطي : لم يبين في هذه الآية الكريمة أقل ما تضاعف به الحسنة ، ولا أكثره ولكنه بين في موضع آخر أن أقل ما تضاعف به الحسنة عشر أمثالها ، وهو قوله ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) . وبين في موضع آخر أن المضاعفة ربما بلغت سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله وهو قوله ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل ) الآية كما تقدم .

قال ابن كثير : يقول تعالى مخبرا أنه لا يظلم أحدا من خلقه يوم القيامة مثقال حبة من خردل أو مثقال ذرة بل يوفيها له ويضاعفها له إن كانت حسنة كما قال الله تعالى ( ونضع الموازين القسط ) الآية وقال تعالى مخبرا عن لقمان أنه قال ( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأتي بها الله ) الآية . وقال تعالى ( يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) .

قال البخاري : حدثنا يحيى بن كثير ، حدثنا الليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري فذكر حديث رؤية الرب يوم القيامة مطولا ، وفيه : «فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه «فيخرجون من عرفوا . قال أبو سعيد : فإن لم تصدقوني فاقرءوا ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها )الحديث .

الصحيح 13/431 ح 7439 – ك التوحيد ، ب قوله تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناضرة ) . )

وانظر حيث مسلم عن أنس الآتي عند الآية ( 97 ) من سورة النحل .

قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عيسى بن يونس ، عن هارون ابن عنترة ، عن عبد الله بن السائب ، عن زاذان قال : قال عبد الله ابن مسعود : يؤتى بالعبد والأمة يوم القيامة ، فينادي مناد على رؤوس الأولين و الآخرين : هذا فلان ابن فلان من كان له حق فليأت إلى حقه فتفرح المرأة أن يذوب لها الحق على أبيها أو على أخيها أو على زوجها فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ، فيغفر الله من حقه ما شاء ولا يغفر من حقوق الناس شيئا ، فينصب للناس ، فينادي : هذا فلان ابن فلان من كان له حق فليأت إلى حقه ، فيقول فنيت الدنيا من أين أوتيهم حقوقهم ، قال : خذوا من أعماله الصالحة ، فأعطوا كل ذي حق بقدر طلبته ، فإن كان وليا لله ، ففضل له مثقال ذرة ضاعفها الله له حتى يدخله الجنة ، ثم قرأ علينا : ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة ) قال ادخل الجنة ، وإن كان عبدا شقيا قال الملك : فنيت حسناته وبقي له طالبون كثير ، قال : خذوا من سيئاتهم فأضيفوها إلى سيئاته ، ثم صكوا له صكا من النار .

( رجاله ثقات إلا زاذان صدوق وهو أبو عمر الكندي ، و هارون بن عنترة صدوق وإسناده صحيح ) .