مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (40)

{ إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } هي النملة الصغيرة . وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه أدخل يده في التراب فرفعه ثم نفخ فيه فقال : كل واحدة من هؤلاء ذرة . وقيل : كل جزء من أجزاء الهباء في الكوة ذرة . { وَإِن تَكُ حَسَنَةً } وإن يك مثقال الذرة حسنة . وإنما أنث ضمير المثقال لكونه مضافاً إلى مؤنث . «حسنةٌ » : حجازي على «كان » التامة ، وحذفت النون من «تكن » تخفيفاً لكثرة الاستعمال { يضاعفها } يضاعف ثوابها . «يضعفّها » : مكي وشامي { وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً } ويعط صاحبها من عنده ثواباً عظيماً ، وما وصفه الله بالعظم فمن يعرف مقداره مع أنه سمى متاع الدنيا قليلاً . وفيه إبطال قول المعتزلة في تخليد مرتكب الكبيرة مع أن له حسنات كثيرة .