فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (40)

إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما( 40 )

{ إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما } في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري- حديث الشفاعة- وفيه : " حتى إذا خلص المؤمنون من النار فو الذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استصقاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة إخوانهم الذين في النار يقولون ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه ثم يقولون ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به فيقول جل وعز ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدا ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها خيرا " ؛ فربنا البر الرحيم لا ينقص من جزاء المحسنين وزن ذرة من خير عملوه ولا يزيد على جزاء المسيئين وزن ذرة من وزر ، فهو سبحانه لا يظلم قليلا ولا كثيرا ، بل يتفضل فيضاعف الحسنات أضعافا قد تكون عشرة وقد تكون سبعمائة ، وقد تضاعف إلى ما لا يعلمه إلا الله ؛ ويحل رضوانه على من يشاء فلا يسخط بعد ذلك أبدا ، ( . . ورضوان من الله أكبر . . ) ( {[1406]} ) .


[1406]:سورة التوبة. من الآية 72.