{ إن الله لا يظلم مثقال } مفعال من الثقل كالمقدار من القدر أي لا يظلم شيئا مقدار { ذرة } واحدة الذر وهي النمل الصغير ، وقيل رأس النملة ، وقيل الخردلة ، وقيل كل جزء من أجزاء الهباء الذي يظهر فيما يدخل من الشمس من كوة أو غيرهما من ذرة ، والأول هو المعنى اللغوي الذي يجب حمل القرآن عليه .
والمراد من هذا الكلام أن الله لا يظلم كثيرا ولا قليلا أي لا يبخسهم من ثواب أعمالهم ولا يزيد في عقاب ذنوبهم وزن ذرة فضلا عما فوقها ، ومناسبة هذه الآية لما قبلها واضحة .
{ وإن تك حسنة } قرأ أهل الحجاز بالرفع أي أن توجد حسنة على أن كان هي التامة لا الناقصة ، وقرأ من عداهم بالنصب أي إن تك فعلته حسنة وحذفت منه النون من غير قياس تشبيها بحرف العلة وتخفيفا لكثرة الاستعمال .
وقال الزجاج : الأصل في { تك } تكون فسقطت الضمة للجزم والواو لسكونها وسكون النون ، وسقوط النون لكثرة الاستعمال تشبيها بحرف اللين لأنها ساكنة فحذفت استخفافا ، وقيل إن التقدير إن يك مثقال ذرة حسنة { يضاعفها } أنث ضمير المثقال لكونه مضافا إلى المؤنث ، والأول أولى .
وقرأ الحسن { نضاعفها } بالنون والباقون بالياء وهي الأرجح ، وقد تقدم الكلام في المضاعفة والمراد مضاعفة ثواب الحسنة لأن مضاعفة نفس الحسنة بأن تجعل الصلات الواحدة صلاتين مما لا يعقل .
عن سعيد ابن جبير : وإن يك حسنة وزن ذرة زادت على سيآته يضاعفها ، فأما المشرك فيخفف بها عنه العذاب ولا يخرج من النار أبدا ، قال قتادة : لأن تفضل حسناتي على سيآتي بمثقال ذرة أحب إلي من الدنيا وما فيها ، وفي الباب أحاديث يطول ذكرها وهذا عند الحساب .
{ ويؤت } أي يعط صاحبها { من لدنه } أي من عنده على نهج التفضل زائدا على ما وعده في مقابلة العمل { أجرا عظيما } يعني الجنة ، قال أبو هريرة : إذا قال الله أجرا عظيما فمن يقدر قدره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.