تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَامِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (135)

المفردات :

اعملوا على مكانتكم : اعملوا على تمكنكم فيما أنتم فيه ، بقدر ما تستطيعون .

التفسير :

قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون .

أي : اثبتوا على ما أنتم عليه فإني غير مبال بكم ، ولا مكترث بكفركم ، بل إني عامل جهد طاقتي ، على تثبيت دعوتي إلى الله تعالى ، فسوف تعلمون بعد حين ، من تكون له العاقبة الحسنى في هذه الدنيا ، من النصر ووراثة الأرض ، ومن له النصر في الآخرة .

إنه لا يفلح الظالمون .

أي : لا يظفر بمراده من كفر بالله تعالى ، وأشرك به سبحانه .

قال ابن كثير :

وقد أنجز الله موعده لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم فمكن له في البلاد ، وحكمه في نواصي مخالفيه من العباد ، وفتح له مكة ، وأظهره على من كذبه من قومه ، واستقر أمره على سائر جزيرة العرب ، وكل ذلك في حياته ، ثم فتحت الأقاليم والأمصار بعد وفاته ، قال تعالى : إنا لننصر رسلنا والذين ءامنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد . ( غافر : 51 ) .

***