الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَامِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (135)

{ قُلْ } يا محمد لهم { يَاقَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ } .

قال ابن عباس : على ناحيتكم . قال ابن زيد : على حيالكم . يمان : على مذاهبكم . عطاء : على حالتكم التي أنتم عليها . مقاتل : على جديلتكم . مجاهد : على وتيرتكم . الكلبي : على منازلكم . وقيل : إعملوا ما أمكنكم .

قرأ السلمي وعاصم : مكاناً لكم على الجمع في كل القرآن .

{ إِنَّي عَامِلٌ } يقول إعملوا ما أنتم عاملون فإني عامل ما أمرني ربي ، وهذا أمر وعيد وتهديد لا أمر إباحة وإطلاق كقوله

{ اعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ } [ فصلت : 40 ] .

وقال الكلبي : معناه إعملوا ما أمكنكم من أمري فإني عامل في أموركم بإهلاك .

{ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ } قرأ مجاهد وأهل الكوفة : يكون بالياء ، الباقون : بالتاء ، { لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ } يعني الجنة { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } أي لا يأمن الكافرون .

قال عطاء : لا يبعد . وقال الضحاك : لا يفوز . وقال عكرمة : لا يبقى في الثواب .