فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَامِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (135)

{ قل يقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون 135 } .

{ قل يا قوم } من كفار قريش { اعملوا على مكانتكم } المكانة الطريقة أي اثبتوا على ما أنتم عليه فإني غير مبال بكم ولا مكترث بكفركم ، وقيل اعملوا على تمكنكم من أمركم وأقصى قدرتكم واستطاعتكم وإمكانكم ، قاله الزجاج ، وقال ابن عباس : على ناحيتكم وجهتكم .

والمقصود من هذا الأمر الوعيد والتهديد والمبالغة في الزجر عما هم عليه ، فهو كقوله :

{ اعملوا ما شئتم } فلا يرد ما يقال كيف يأمركم بالثبات على الكفر .

{ إني عامل } على مكانتي أي ثابت على ما أنا عليه { فسوف } لتأكيد مضمون الجملة وهذه الجملة تعليل لما قبلها .

{ تعلمون } أي تعرفون عند نزول العذاب بكم أو غذا يوم القيامة .

{ من تكون له عاقبة الدار } وهي العاقبة المحمودة التي يحمد صاحبها عليها أي من له النصر في دار الدنيا ومن له وراثة الأرض ومن له دار الآخرة ، ومن هو على الحق ومن هو على الباطل ، نحن أم أنتم ، وفيه مع الإنذار إنصاف في المقال وتنبيه على كمال وثوق المنذر بأمره .