النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَامِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (135)

قوله عز وجل : { قُل يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُم } فيه خمسة تأويلات :

أحدها : على طريقتكم .

والثاني : على حالتكم .

والثالث : على ناحيتكم ، قاله ابن عباس ، والحسن .

والرابع : على تمكنكم ، قاله الزجاج .

والخامس : على منازلكم ، قاله الكلبي .

{ إِنِّي عَامِلٌ } يعني أنذركم من جزاء المطيع بالثواب ، والعاصي بالعقاب .

{ فَسَوفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونَ لَهُ عاقِبَةٌ الدَّارِ } فيه وجهان :

أحدهما : تعلمون ثواب الآخرة بالإيمان ، وعقابها بالكفر ترغيباً منه في ثوابه وتحذيراُ من عقابه .

والثاني : تعلمون نصر الله في الدنيا لأوليائه ، وخذلانه لأعدائه ، قاله ابن بحر .